أدى تاريخ النمسا الغني والمتنوع بشكل فائق في الموسيقى دورًا رئيسيًّا في صناعة الموسيقى اليوم. وتحتل سوق الموسيقى النمساوية المرتبة السادسة عشرة. على المستوى العالمي.
يعيش في النمسا أكثر من 25,000 موسيقيٍّ يعملون في جميع أنواع الموسيقى. يأتي إيرادهم الأجنبي الأعلى من البلدان المجاورة الناطقة بالألمانية، ولكنهم أيضًا ناجحون جدًّا في أجزاء أخرى من غرب أوروبا.
يعمل في قطاع السينما المحلية أكثر من 2,500 شركة. والغالبية العظمى منها لديها أقل من عشرة موظفين؛ حيث إن هيكلها صغير جدًّا.
ويُقام في النمسا سنويًّا حوالي 20 مهرجانًا سينمائيًّا. أكبرها وأشهرها مهرجان فيينا الدولي (فيينالي)، الذي يجذب منذ تأسيسه في عام 1963 أكثر من 80,000 زائر سنويًّا. ويتضمن البرنامج مزيجًا من الأفلام الوثائقية، والأفلام غير التجارية، وأفلام الظهور الأول لمخرجين شباب.
تجد شركات الإنتاج السينمائية في النمسا ظروفًا مثاليةً: المناظر الطبيعية الفريدة والخلابة، والمدن التاريخية، والبنية التحتية الممتازة. ففي عام 2015، طلب 176 إنتاجًا دوليًّا من جميع القارات الحصول على تصاريح التصوير في فيينا. وجاءت معظم الاستفسارات من ألمانيا، ثم بريطانيا العظمى وفنلندا، واليابان والبرازيل والصين. وفي السنوات الأخيرة، تم تنفيذ أكثر من 90 إنتاجًا هنديًّا في تيرول.
روح الابتكار
يتزايد استخدام التكنولوجيات الحديثة في صناعة الموسيقى والسينما في النمسا. تم تأسيس العديد من الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة؛ حيث تخصصت في تصفح الموسيقى وإيجادها والتوصية بها والاستمتاع بها. وهذا فضلًا عن تزايد عدد الشركات التي تهتم بالتطورات التكنولوجية الحديثة، مثل: الصوت المستحوذ، والواقع الافتراضي، والتعلم العميق الذكاء الاصطناعي.
كما قامت إحدى الشركات النمساوية بتطوير تكنولوجيا تسمح بإرسال الإشارات الصوتية دون تأخير ملحوظ. وتُمكن حلول الواقع الافتراضي لهذه الشركة الموسيقيين الذين يَبعُدون آلاف الأميال عن بعضهم البعض من التدرُّب معًا. وكذلك أقام هؤلاء الرواد حفلات الواقع الافتراضي الموسيقية.
ومن النمسا، يأتي أحد البرامج الفريدة لتوزيع الموسيقى الرقمية إلى أكثر من 500 خدمة تحميل وبثٍّ في جميع أنحاء العالم. بدأت الشركة في عام 2006 تطوير برنامج توزيع يُمكِّن شركات التسجيلات والموسيقيين من بيع موسيقاتهم في بوابات إلكترونية كبيرة، دون قلق من المتطلبات الفنية أو التحصيل.
كما يقع مقر الشركة الرائدة على مستوى العالم في الكاميرا المعلقة على عربات خط هوائي جبلي في النمسا. إذ يسمح منتجها بتحريك الكاميرات إلى ارتفاعات كبيرة ومسافات طويلة. فهو يتكون من عدة وحدات أساسية يسمح تشكيلها بالتكيف مع ظروف التسجيل الفردية.
يبحث الموسيقيون في جميع أنحاء العالم باستمرار عن أماكن بروفة مناسبة، وخاصةً عند السفر. وهناك منصة تم تطويرها في النمسا، تربط المضيفين والموسيقيين. بعدد قليل من النقرات، ومن خلال أحد التطبيقات سهلة الاستخدام "بحث – حجز – تشغيل"، يمكن حجز غرف البروفات لمدة ساعة واحدة، أو لعدة ساعات في المنطقة المحيطة أو في المدن الأجنبية.
كما تُلهِم السلسلة الوثائقية "الكون" جمهورًا كبيرًا منذ أكثر من 25 عامًا، عن طريق الحلقات الكبيرة عن الحيوانات والطبيعة، والأفلام الفردية المبتكرة من مجالات التاريخ والعلوم والتكنولوجيا. ويباع إنتاج "الكون" النمساوي الخاص فيما يصل إلى 100 دولة في العالم. وتنتمي هيئة الإذاعة البريطانية BBC إلى شركاء التعاون الدوليين للمنتجين النمساويين.
وقد قدَّمت دار الأوبرا في فيينا، كواحدة من رواد دور الأوبرا مع staatsoperlive.com، أول بثٍّ لدور الأوبرا على مستوى العالم في عام 2013. كما وُضع معيار للأداء العالمي للرقمنة الثقافية 45 عن طريق بثٍّ مباشر في السنة، وقناتين، ومحتوى الشاشة الثانية المتزامن، وبرنامج منتظم بصورة فائقة الجودة.
التعليم الإبداعي
يقدم معهد الوسائط الإبداعية SAE الذي تم تأسيسه في عام 1976 تعليمًا خاصًّا يُلبِّي احتياجات الصناعة العالمية للإعلام الإبداعي. وهو يغطي المجالات الإعلامية من الصوت والسينما والرسوم المتحركة، وتطوير الألعاب، وصناعة الموسيقى، والشبكة العالمية. ويُمنَح البكالوريوس والماجستير بالتعاون مع جامعة ميديلسيكس في لندن. يمتلك معهد الوسائط الإبداعية SAE 45 موقعًا، من بينها ما هو في لندن وبرلين وميونخ، وباريس وبرشلونةو ونيويورك.
يحظى التعليم في جامعات ومعاهد الموسيقى في النمسا بسُمْعة دولية ممتازة. تعد النمسا وجهة العديد من الموسيقيين الناشئين، وكذلك دارسي الموسيقى. تعد جامعة الموسيقى والفنون الاستعراضية في فيينا، وكذلك جامعات الموسيقى في غراتس وزالتسبورغ جامعات مشهورة عالميًّا.