Inhalt

لمحة

Standard Content Module
في عام 1951 بدأت بداية جديدة لتاريخ الطب في الولاية النمساوية تيرول، حيث اكتشف الباحثون هناك أول بنسلين مقاوم للحموضة وبدؤوا إنتاجه، والآن تغادر حوالي 200 مليون عبوة دواء سنويًا هذا المصنع الرائد، ويُعد هذا المكان حاليًا واحدًا من أكبر منتِجي المضادات الحيوية في العالم، وإضافة إلى ذلك تحتل شركات التكنولوجيا الحيوية النمساوية الصدارة العالمية في تطوير مواد التطعيم والمواد الفعالة الصيدلانية الجديدة لمقاومة الأمراض المميتة، وتبلغ حصتها المخصصة للأبحاث العلمية 21%.
listen

تعد التكنولوجيا الحيوية واحدة من "التكنولوجيات الأساسية"، وهي تنتمي إلى أكبر الصناعات النامية في جميع أنحاء العالم. ويتم الاستثمار في هذا المجال أيضًا في النمسا لتعزيز تطوير مواقع التكنولوجيا الحيوية.

وتركز الشركات النمساوية في صناعة التكنولوجيا الحيوية على التكنولوجيا الحيوية الحمراء، وذلك في تطبيقها في الطب والمستحضرات الصيدلانية، وتركز على المواد الفعالة الصيدلانية، وتشخيص الأمراض، والعلاجات الجديدة. ويتم تمثيل الشركات النمساوية أيضًا في مجال التكنولوجيا الحيوية البيضاء بمنتجاتٍ مثل الإنزيمات والمواد المضافة للأغذية.

وتعد النمسا موقعًا مركزيًّا لمجال علوم الحياة الأوروبية، الذي يعد مصدرًا هامًّا مُعترَفًا به دوليًّا للمستحضرات الدوائية، والمنتجات والتكنولوجيات، والخدمات. تتفرع صناعة علوم الحياة في النمسا على نطاق واسع، وتشمل الشركات الصغيرة والكبيرة، وعددًا من الشركات متعددة الجنسيات التي يقع مقرُّها الرئيسي في النمسا، أو لديها مواقع إنتاج فيها.

ويعد التعاون الكبير بين الشركات المُصنِّعة والمُورِّدين ومقدمي الخدمات، والتي تقع كلها في منطقة صغيرة نسبيًّا، هو العامل المدهش الحقيقي في مجال علوم الحياة في النمسا؛ حيث تحمل المنتجات علامة "صُنِع في النمسا".

عوامل النجاح

أما العوامل الأساسية لعلوم الحياة في النمسا، فهي تميُّز القوة العاملة، والجودة الممتازة والمشهورة لنظام التعليم النمساوي، والمستوى الممتاز لمراكز البحث الخاصة به؛ فضلًا عن البنية التحتية العظيمة. ويوجد في جميع أنحاء النمسا العديد من المجمعات العلمية، وحاضنات الأعمال الجديدة، ومبادرات لنقل التكنولوجيا تضمن نمو الصناعة المحلية، وتجذب العديد من الشركات متعددة الجنسيات.

وتعد الأبحاث المتميزة في الجامعات النمساوية المصدر الأهم لنقل التكنولوجيا إلى الشركات الناشئة، التي يزداد عددها بشكل مستمرٍّ في صناعة علوم الحياة النمساوية. وتُقدم البنية التحتية الممتازة، والقرب من الأسواق النامية في الشرق أفضل المُقوِّمات لشركات التكنولوجيا الحيوية في النمسا. تتركز الأنشطة العلمية في فيينا، وتهتم بذلك شركات صناعة التكنولوجيا الحيوية الناشئة والمستقرة. وبالاشتراك مع الجامعات ومراكز البحوث، تُستخدَم الإمكانيات القائمة في مجال علوم الحياة على أكمل وجه ممكن.

نقاط القوة مع المستقبل

تكمُن نقاط القوة في النمسا بوجه خاص في البحث عن التطعيمات والعقاقير الجديدة؛ لعلاج الأمراض التي لم نستطع أن نعالجها حتى الآن، ومحاربة مُسبِّبات الأمراض الجديدة والعدوى المميتة.

وتهتم الشركات النمساوية بالبحث في مجال الأمراض المعروفة الناتجة عن تقدم الحضارة ، مثل السكري والسرطان، وتحرص على تطوير الأدوية التي تُلبِّي التغير الديموغرافي.

ساعد تغير المعتقدات الفكرية في صناعة الرعاية الصحية الحديثة على التركيز في المستقبل على الدواء الشخصي الذي يعالج المرضى وفق حالة كل منهم، وبذلك تنخفض نفقات الرعاية الصحية والعلاج.

تطورات يُقتدى بها

طوَّرت إحدى شركات فيينا معالجةً مناعيةً باستخدام الأجسام المضادة، وتُسمَّى الدواء اليتيم؛ لعلاج ورم الخلايا البدائية العصبية لدى الأطفال. وقد تم تطوير العلاج بالتعاون مع أحد الشبكات الأكاديمية، التي تنتمي إليها أيضًا أبحاث سانت آنا لسرطان الأطفال في فيينا.

وتقدم إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية النمساوية التطعيمات المبتكرة والمخصصة للتطبيب العلاجي للأمراض المزمنة، مثل: الزهايمر، والشلل الرعاش، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.

تُعرف أقراص الفحم النمساوية منذ عام 1909 في جميع أنحاء العالم تحت اسم العلامة التجارية "إيوكاربون" (Eucarbon). ويعد التعاون الوثيق مع شركاء التصدير، والالتزام بالعمل الجماعي سمة نجاح الشركات المنتجة، بالإضافة إلى التطوير والتحسين المستمرِّ للمنتجات.

وهناك شركة عائلية تعمل على مستوى عالمي، ومقرُّها في كورنويبورج في النمسا، تلتزم بالمساهمة في تحسين الرفاهية العامة من خلال التطوير والبحث وتنفيذ منتجات مبتكرة في مجال طب الأمراض الجلدية التجميلي. وهذه الشركة ذات تأثير عالمي، وتبيع منتجاتها في 110 بلد.

وهناك شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الطبية، مقرُّها في فيينا، طوَّرت تحليل الصور الذي يمكن استخدامه في فحص الأمراض الجلدية باستخدام كاميرا الهاتف الذكي. إذ يتم مطابقة الصور مع قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت، وبذلك يقلُّ عدد المرضى في اختبارات العقاقير، وتقلُّ التكاليف، ويتم الإسراع في تطوير الأدوية.